الدليل الثاني :
ب. يوصف الخلق بنفس اللغة التي تستخدم في وصف المعجزات.
يستخدم الإنجيل مختلف الأوصاف للإشارة إلى أعمال الله الخارقة، قد تسمى "عجائب" أو "أمورا عجيبة" أو "آيات"، أو غيرها من المصطلحات التي تؤكد على طابعها الخارق، أو النتيجة الخارقة التي تنجم عنها (طالع الأمثلة المعطاة في النقطة التالية).
لاحظ كيف تستخدم هذه الأوصاف عند الإشارة إلى الخلق.
سفر أيوب ٩: ٨ ـ ١٠ـ ـ بسط الله السموات، خلق الثريا، وصنع عظائم لا تسبر و"عجائب" لا تحصى. يوصف الخلق بأنه "أعجوبة" وبأنه فوق مستوى إدراكنا. هذا هو نوع اللغة التي تستخدم في وصف المعجزات.
سفر المزامير ١٣٩: ١٣، ١٤ـ ـ مراقبا تكوين جسده، يشيد المزمر بالله قائلا، "أحمدك لأنك أعجزت فأدهشت. عجيبة أعمالك". عند مراقبة أعمال الله في الخلق، لا يسعنا سوى الإشادة بها. هذا هو ما توصف به المعجزات.
سفر المزامير ٣٣: ٦ـ ٩ـ ـ صنعت السموات والأرض والبحار وكل ما فيها بكلمة من فم الرب، لذلك ينبغي علينا أن نقف في "روع" أمام الله. الخلق هو أمر مدهش ـ يثير الروع في النفوس.
سفر المزامير ٦٥: ٥ ـ ٨ ـ ـ صنع الله أعمالا توقع الرهبة في النفس. على وجه التحديد، هو الذي وطد الجبال بقوته، لذلك توقع "آياته" الرهبة في نفوس البشر. مرة أخرى، يعطي الخلق مثالا على القوة التي ينفرد الله وحده بامتلاكها، والتي تعد من ضمن "آياته" ـ كلمة شائعة الاستعمال في الإنجيل للتعبير عن المعجزات.
هل هناك من يستطيع أن ينكر أن المقصود من مثل هذه الأوصاف هو أن تنقل إلى أذهاننا فكرة أن الخلق كان معجزة؟ هذا هو من غير ريب، القصد من استخدام مثل هذه اللغة.
[سفر المزامير ٨٦: ٨ ـ ١٠؛ ٨٩: ٥ ـ ١٣؛ سفر نحميا ٩: ٦ـ ١٥]